في البداية، لابد من توصيف حالة العمل قبل الدخول في تفاصيل المتجر الإلكتروني ولا تخرج حالة العمل سواء للفراد أو المؤسسات عن حالتين …
الأولى: وجود متجر تقليدي قائم فعلياً لكن يريد صاحب النشاط التوسع والحصول على امتيازات المتجر الإلكتروني.
الثانية: بدأ نشاط جديد من الأساس قائم على التجارة الإلكترونية.
ولكل حالة من الاثنتين طريق مخصص، ولكن سنبدأ بالحالة الأولى لأنها ستوصلنا إلى الحالة الثانية ومنها إلى إنشاء المتاجر الإلكترونية.
استراتيجية التحول إلى التجارة الإلكترونية
في الغالب يعتمد التحول من التجارة التقليدية إلى الإلكترونية على استراتيجية مكونة أربع خطوات:
- نقل الأعمال التجارية إلى أنشطة إلكترونية كالبيع والشراء والدفع والتحصيل والعرض والتسويق وغيرها.
- بناء تطبيقات جديدة للأنشطة، تتضمن هذه التطبيقات نشاطات العمل الأساسية وتسهل على العميل تجربة الاستخدام والمعاملة.
- تطوير وتنفيذ متطلبات بيئة العمل الإلكترونية وهذا يشمل قنوات التواصل الإلكترونية وكذلك تطوير خدمة العملاء ومتابعة التطور التكنولوجي المستجد دائما.
- إدارة المعلومات والبيانات سواء للوصول إلى شرائح مستهدفة أكثر دِقَّة أو لتحسين قيمة المنتج لرضا العملاء.
ولا شك أن نشاط التجارة الإلكترونية يندرج تحت أنشطة التجارة بشكل عام، ولذلك لابد حين التخطيط لإنشاء متجر إلكتروني أن نبدأ من منطلقات التجارة عمومًا كخطوة تأسيسية ثم نضع هذا البناء في قوالب بيئة العمل الإلكترونية.
حقيقةً إن أفكار الأعمال الإلكترونية متعددة وكثيرة، ويمكن الحصول عليها بطرق كثيرة ولكن تحديد حجم النشاط الذي تنوي البَدْء فيه يحدد الكثير من الأمور فمثلا يمكنك إنشاء صفحة لبيع الملابس في نطاق الحي أو المدينة أو يمكنك إنشاء شركة ملابس وتأسيس براند يغطى بلدا بِرُمَّته، تعدّ الفكرة الجديدة والمبدعة لمنتج أو خدمة شيئا رائعا لكن أيضا التقليد مع إضافة ميزة تنافسية لا يعد خيارا سيئا.
وعلى كل حال يساعد نموذج العمل في وضع الفكرة موضع التخطيط الصحيح تمهيدا لمرحلة خطة العمل والتنفيذ، حيث في الكثير من الأوقات تفشل المشروعات سواء كانت إلكترونية أو تقليدية بسبب سوء التخطيط، تذكر أن الأعمال بالنهاية تتطلب مجهودا يبذل سواء كانت بتخطيط جيد أو دون تخطيط لكن تذكر أن عدم التخطيط الجيد هو في الحقيقة تخطيط للفشل.
كما أن التخطيط الجيد يعطى أقصى استفادة من الموارد المتاحة كما يعين الآخرين على المساعدة بشكل فعال بسبب وضوح الرؤية والأهداف.
في البداية كيف تقيم فكرتك؟
إمكانية التطبيق: والمطلوب هنا أن تكون الفكرة واقعية يمكن تطبيقها تجاريا ويمكن تطبيقها بشكل إلكتروني سواء كان التطبيق الإلكتروني كلي في المنتجات الرقمية أو تطبيق جزئي كالمنتجات المادية التي يمكن شرائها إلكترونيا، وكذلك الأمر بالنسبة للخدمات.
سوق فكرة النشاط: من حيث حجم الأموال المستثمرة فيه وإمكانات المنافسين. هل هذا السوق متزايد ومنتعش ورائج؟ كيف يتأثر بتغير الأحوال الاقتصادية؟ ما هي قدرتك على المنافسة في هذا السوق.
تذكر أن تحديد السوق المرتبط بالفكرة والنشاط له خطوات خاصة يمكن إفرادها بمقال مطول، ولكن لنختصرها في مجموعة النِّقَاط التالية …
- المنتج أو الخدمة: هل هي فريدة أم مقلدة؟ هل عليها طلب أم يتوقع عليها الطلب وما هو حجم الطلب المتوقع؟ ما هي سهولة الوصول إلى المنتجات الأولية أو الضرورية؟ هل يسهل انتقال المستهلكين إلى المنتج أو الخدمة الجديدة وترك القديم؟ هل المنتج او الخدمة مرتبط بظرف أو وقت محدد؟
- السوق: من حيث شريحة المستهلكين المستهدفة وقدراتهم المالية وطبيعتهم السلوكية في الشراء، هل يمكن اقناعهم بالمنتج الجديد؟ هل توجد مشكلة في التوزيع والتوصيل بالنسبة لهذا السوق وهذه الشريحة؟
- المنافسين: هل يوجد منافسون في هذا السوق؟ هل يمكن أن ينضم منافسون بسرعة؟ ماهي قدراتك بالنسبة للمنافسين؟ ما هي المِيزة التنافسية لك؟ كيف ستحافظ على حصة سوقية جيدة؟
- العمليات: ما هي المتطلبات الواجب توافرها لصناعة المنتج أو توفير الخدمة من البداية وحتى استلام العميل؟
- القدرات الإدارية والقيادية لصاحب العمل أو المدير التنفيذي: هل هناك خبرة سابقة؟ ما هي القدرة والقابلية للتعلم؟
نموذج العمل بالتجارة الإلكترونية
يُعدّ نموذج العمل التجاري واحد من أهم أشكال التخطيط للشركات حيث تتابع فيه الخطوات من الفكرة إلى الربحية، يتكون هذا النموذج من 9 خطوات رئيسية:
القيمة المقدمة للعميل
ماذا سيستفيد وما الذي يجب أن نقدمه؟ سواء كان منتج أو خدمة بالنسبة للمتجر الإلكتروني تعتبر تجرِبة المستخدم والثقة والسعر من أهم القيم التي يبحث عنها العملاء كميزات تنافسية ولكن تختلف هذه الأولويات بمقتضى الشريحة المستهدفة ولذلك يجب مراجعة عنوان مميزات المتجر الإلكتروني بالنسبة إلى العملاء للحصول على قيمة حقيقية للعميل.
وللوصول إلى قيمة حقيقية بدقة يتطلب الأمر بحثا تسويقيا محترفا سوف نتكلم عنه ضمن الحديث عن التسويق الإلكتروني.
الشريحة المستهدفة من العملاء
ويتم تحديد الفئة المستهدفة بعدة محددات منها (الأساس الجغرافي – العمر والجنس – مستوى التعليم والمهن – نمط الحياة الاجتماعية – المستوى المادي)
قنوات التوصيل أو التوزيع
كف سيصل هذا المنتج إلى العميل؟ وكيف سيمكنه الاستفادة منه؟ وبالنسبة للمتجر الإلكتروني تعد طريقة وسرعة التوصيل واحدة من أهم الميزات التنافسية.
يمكنك على سبيل المثال: التعاقد مع أحد شركات الشحن المعروفة كـ DHL، ups، Aramex وغيرها من الشركات المحلية للشحن لكن تحقق من خاصية الدفع عند الاستلام لدى الشركة حيث أن ثقافة الدفع الإلكتروني ما زالت ضعيفة إلى حد ما في الوطن العربي.
وهنا يجب أيضا تحديد نظام الدفع في متجرك الإلكتروني. راجع مقال تطبيقات التجارة الإلكترونية وأنواعها .. ما هي أفضل بوابات الدفع الإلكتروني.
العلاقة مع العملاء
هل هي مباشرة أم غير مباشرة؟ كيفية الاستجابة لشكاوى ومقترحات العملاء؟ يعتبر الدعم الإلكتروني من أهم أسباب نجاح المتاجر الإلكترونية خاصة في عالمنا العربي بسبب ضعف التقنية وضعف ثقافة التقنية بشكل عام. ولذلك فإن إدارة فريق متخصص لخدمة العملاء أمر في غاية الأهمية.
مصادر الربح: هل من خلال المبيعات أو الاشتراكات أو غيرها، راجع مقال تطبيقات التجارة الإلكترونية للمزيد.
إلى هنا وسنتحدث عن طرق الدفع الإلكترونية حيث تعتبر هي طريقة جني المبيعات والأرباح.
بوابات الدفع الإلكترونية Payment Gateways وهي شركات مختصة في جمع الأموال من الزبائن وتحويلها في حساب الشركة التجاري في أحد البنوك مقابل عمولة محددة وتعتبر بوابات مثل PayPal ,pay fort ,cashu خيارات متاحة للتعاقد معها من خلال حسابك البنكي وهناك غيرها من بوابات الدفع التي تناسب العالم العربي والشرق الأوسط بشكل محدد.
الموارد الرئيسية
ما هي الموارد اللازمة لتقديم المنتج او الخدمة؟ سواء المادية أو البشرية أو الإدارية أو التكنولوجية أو غيرها، وإذا كانت المنتجات تأتي جاهزة فهل هناك تخطيط جيد مع الموردين؟ تقل أنواع هذه الموارد في المتجر الإلكتروني ولكن تزداد نسبة المهارة المطلوبة في كل خطوة.
الأنشطة الرئيسية
ما هي عمليات التشغيل للوصول إلى المنتج النهائي من الإنتاج والتغليف وإدارة الجودة أو البرمجة والتصميم والتسويق وغيرها من الأنشطة المطلوبة.
تعتبر تلك الخطوة من أهم خطوات نموذج العمل حيث وهي جوهر العمل بالتجارة الإلكترونية.
وهنا نجد أمامنا عدة خيارات لتنفيذ عمليات النشاط التجاري منها:
- الاعتماد على منصات عالمية للتجارة الإلكترونية تتيح للأفراد إنشاء متاجر إلكترونية وإدارتها من خلال قوالب جاهزة معدة مُسبقاً يختار من بينها صاحب المتجر ما يتناسب مع نشاطه الخاص ومن هذه المنصات المشهورة shopfy و exbandcart … وتقوم هذه المنصات على أساس اشتراك شهري كما تتضمن شراء بعض الميزات والقوالب داخل المنصة.
- تحويل مدونة WordPress إلى متجر إلكتروني من خلال بعض المواقع مثل WooCommerce حيث يمتلك بعض الأشخاص انتشارا واسعا للمدونة مما يجهل تحويلها إلى متجر أمر مفضل.
- الاعتماد على شركة برمجة لإنشاء المتجر الإلكتروني، حيث تعمل على برمجة وتصميم المتجر من البداية حسب اختيار صاحب العمل.
لا شك أن الطريقتين الأوليتين خيارا سهلا وسريعا في ظن الكثير من الأفراد لكن كما قلنا إن المِيزة الأساسية في المتجر الإلكتروني هي تجرِبة المستخدم وتقوم هذه المِيزة بشكل أساسي على التخصيص أو الـ customization الذي يتم تحديدة حسب شريحة العملاء المستهدفة ولا يمكن الحصول على هذا التخصيص مع المنصات العالمية بسبب قوالبها الجاهزة وكذلك بناء خِطَّة تسويقية مناسبة وتوفير الدعم الذي أصبح مشكلة مع هذه المنصات ولذلك يعد اختيار شركة برمجة متخصصة وموثوقة استثمارا أفضل من الناحية المادية وعلى مستوى الأداء.
الشراكات الرئيسية
وهي الشراكات التي تهدف إلي تحسين الأداء والحد من المخاطر وتوفير المواد كالشراكة مع موردين أو موزعين أو حتى بعض المنافسين في المجال.
هيكل التكاليف
ما هي التكاليف المباشرة التي لا تتغير بتغير حجم الطلب؟ والتكاليف الغير مباشرة التي تتغير حسب كَمَيَّة الإنتاج؟ ورأس المال الضروري للبدء؟ وتحديد نقطة التعادل في المبيعات التي تتساوي عندها الأرباح والتكاليف؟
يعتبر تحديد هيكل التكاليف أمرا مهما من أجل التسعير والوصول إلى نظام ربحي منطقي ومستدام.
ولا شك أن هناك جزء هام جدا خاصة في وقتنا الحالي بالنسبة لأي نشاط تجاري، وهو التسويق الإلكتروني ولذلك نفرد الحديث له في مقال قادم بإذن الله.